Latest News

pub

dimanche 27 novembre 2016

هل هو «تسخين» لخلافة السويح؟… معلول يطلب «صكّ الغفران» من الترجي

maaloul


سجّل التّاريخ اسم المدرب، والمحلّل نبيل معلول بحروف ذهبيّة في سجلات شيخ الأندية التونسيّة الذي حقّق مع ابنه البار تارة، والضّال تارة أخرى نجاحات محليّة، ودوليّة استثنائية بكلّ المقاييس.
ولا أحد بوسعه أن ينكر على الرّجل ما غنمه فريق «باب سويقة» في عهده من ألقاب، وما كسبه معه من إعجاب، لكن لا أحد أيضا بوسعه نسيان الإخلالات الكبيرة التي وقع فيها معلول، والخصومات المريرة التي قادها ضدّ ناديه الأم، والتي يمكن اختزالها في تلك الشّكوى المثيرة للجدل للمطالبة بمستحقاته الماديّة المتخلّدة بذمّة الفريق، والتي قدّرها صاحبها بمليار و210 ملايين، وقال آنذاك بلهجة استفزازيّة أساء بها من حيث لا يعلم إلى مسيرته «الخرافيّة» مع فريق «الدم والذهب» إنّه يريد الظّفر بالملايين العشرة قبل المليار و200 مليون.
هذا هو التاريخ الذي يدوّن بفخر الانجازات، ولا يهمل أيضا التجاوزات، وإن حصل فإنّ ذاكرة الترجيين حديدية، وقد ينسى أحدهم وجبة العشاء الذي تناوله البارحة، لكنّه من المستحيل أن تسقط من مخيّلته أدقّ التفاصيل المتعلّقة بالجمعية.
خطاب جديد لماذا الكلام عن معلول في هذا التّوقيت بالذات؟ سؤال وجيه يطرحه كلّ «مكشّخ» ظنّ أنّ هذه الصّفحة طويت، وأنّ نجاحات، وخلافات نبيل قد أصبحت في قبضة التّاريخ.
والحقيقة أنّ معلول رحل منذ فترة طويلة من مركب المرحوم حسّان بلخوجة (الذي تحيي العائلة الترجية خلال الأسبوع الحالي الذكرى 35 لوفاته)، لكنّه ظلّ حاضرا بالغياب من خلال قضيّة المليار، وتصريحاته المثيرة بين الحين والآخر علاوة على إصرار بعض الأطراف (في الكواليس) على وضعه ضمن المرشّحين الدائمين للعودة إلى أحضان الترجيين الذين غفروا له من قبل أكثر من ذنب لسماحة أخلاقهم، وتعاطفا معه، وهو يصيح في التلفزات، والاذاعات قائلا:» ما الحبّ إلاّ للحبيب الأوّل…».
ولا يعدّ هذا الكلام (وهو صادق، ونابع من الأعماق، وذلك على عكس بعض المواقف الأخرى) سوى جزء من الخطاب الجديد لمعلول عن الترجي.
ولا شكّ في أنّ من أتيحت له فرصة مشاهدة الرّجل ليلة أمس الأوّل على شاشة «الزيتونة» بحضور المهاجم السّابق للفريق عبد المجيد القوبنطيني يدرك أنّ نبيل يريد غلق صفحة خلافه التاريخي مع الترجي بكل الوسائل الممكنة.
وتخلى الرجل عن لهجته العدائية، ولغته الاستفزازية، وقال إنّ الأمر لا يتعدّى مجرّد سوء تفاهم بسيط بين أجير ومؤجر: أي بين معلول، وحمدي المدب، وهو في الحقيقة الركن الأساسي في نجاحات النادي على امتداد سنوات طويلة بلغ فيها «شيخ» «المحترفين» ذروة المجد الذي ما كان لمعلول أن يحلم به لولا الصفقات المدويّة التي أبرمها المدب، ولولا المليارات التي رصدها الرئيس لإعلاء الراية الصفراء، والحمراء.
وما كان لنبيل أن يكتب التّاريخ، ويصنع الفرح في «باب سويقة» لولا الحماية التي وفّرها له المدب الذي راهن عليه رغم «جبهة» المعارضين، والبداية الكارثيّة في «كلاسيكو» سوسة.
شهادة براءة يشعر المتابع لسير الحصّة التلفزيّة الذي كان نبيل نجمها السّاطع أنّه يريد الحصول على شهادة براءة من الجماهير الترجيّة التي رفعته على الأعناق، وهتفت بإسمه لاعبا، ومدرّبا قبل أن يصدمها باللّجوء إلى القضاء للمطالبة بحفنة من الملايين.
وقد اهتزّت صورة معلول بعد أن جرّ ناديه إلى أروقة المحاكم.
ويبدو أنه شعر بـ»النّدم» بمرور الأيّام التي لم تنسه الترجي رغم كثرة العروض، والشهرة الواسعة في أستويوهات التحليل، والمال الوفير الذي غنمه من شيوخ الخليج الذين بادر أحدهم ذات مرّة بتقبيل رأسه…
حمامة سلام من جهته، لعب القوبنطيني دور حمامة السلام، وطالب على الملأ بطي صفحة الخلافات بين أهل الدار، وهو موقف نبيل من مهاجم له مكانته في مسيرة «المكشخة»، ويحرص مثل الكثيرين على تحقيق «الوحدة» الترجيّة غير أنّ عبد المجيد غفل عن أمر مهم في جهوده السلمية، وهو ضرورة أن تكون المصالحة «شاملة»: أي أن يمدّ نبيل يده أيضا لبن يحيى، وطارق…
ذلك أن الاقتصار على عودة المياه إلى مجاريها بين نبيل، وفريقه قد تفتح باب التأويلات، والتخمينات، وتوحي برغبة الرجل في استمالة الجمهور لغايات «مستقبليّة» لم تعد خافية على أحد، ولو أن نبيل سارع بالقول إنّه يحترم المدرب الحالي للنادي عمّار السويح، وذلك تجنّبا لأي استنتاج في غير محلّه…
آراء مسموعة قد نختلف مع نبيل في عدة مسائل، لكننا لن نكون من الجاحين لمساهمته الفعّالة في تتويج تونس بالكأس الافريقية عندما كان الساعد الأيمن لـ»لومار».
ولن ننكر عليه نجاحاته الكبيرة مع الترجي العالمي، والتي قال إنه لم يعرف لها الفريق مثيلا منذ نشأته الأولى في 1919.
ونتفّق معه حتما في مواقفه بخصوص المستوى العام لبطولتنا التي قال نبيل إنّه ضحل، وأنه انعكس سلبيا على أداء المنتخب الذي ينبغي حسب نبيل أن نشيد بمدرّبه «كاسبرجاك» بحكم أنّه نجح رغم الصّعوبات التي من الضروري تجاوزها للتأهل إلى المونديال، وإن لم يحصل، فإنّها الكارثة الكبرى.
ما بين السّطورلا ندري لماذا كلّما نتكلّم عن إحدى الشخصيات الرياضية المستفزّة بتصريحاتها، والغريبة في مواقفها نستحضر ذلك المثل الأوروبي القائل:» الماء يغسل كلّ شيء تقريبا إلاّ اللّسان السيء».

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Pages

Pages

Pub

pub

عدد زوار المدونة